الزمر: مبارك أسوأ كثيراً

أعلن القيادي الإسلامي عبود الزمر في حديث لشبكة الـNBC الإخبارية أن عهد الرئيس مبارك كان من أسوأ العهود التي عاشتها مصر، مشيراً إلى أن هذه الفترة سيذكرها التاريخ بكل سوء، واعترف الزمر في هذا الحوار المثير للجدل بأن الرئيس مبارك أسوأ بكثير من الرئيس السادات، معترفاً بأن الأخير أكثر ذكاء ودهاء منه، والأهم من كل هذا أنه أحب شعبه في حين كان عهد مبارك مليئا بالكثير من الأفعال والسياسات التي تؤكد أنه لم يكن يحب الشعب المصري ولكن على العكس استحقره بشدة.
وقال الزمر في هذا الحوار إن السادات لم يكن لصاً أو سارقاً لأموال الشعب، بينما سار مبارك على عكس هذا النهج حيث سرق الكثير من أموال المصريين وباع ثرواتهم الطبيعية إلى الدول الخارجية من أجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة لا يوجد أي قيمة لها.
غير أن المثير للانتباه في هذا الحوار أن الزمر قال إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لم تكن وحدها السبب الرئيس وراء اغتيال السادات، ولكن في الأساس كان هناك أكثر من سبب آخر أهمها رفض السادات تطبيق الشريعة وحل البرلمان واعتقال رموز المعارضة، وهي الخطوة التي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وأدت إلى اغتيال السادات والتخلص منه.
ومن هنا يطرح هذا التصريح بالتحديد الكثير من التساؤلات المهمة، خاصة أن التنظيم دائما ما كان يصر على أن توقيع السادات على اتفاقية السلام مع إسرائيل هو السبب في موته، إلا أن الزمر الآن يقول تصريحا مهما، وهو التصريح الذي يثير الجدل من جديد حول موقف القيادات الإسلامية في مصر من اتفاقية السلام مع إسرائيل، وهل ينوي التنظيم قريبا الاعتراف بإسرائيل، وهل من الممكن أن تؤمن بالسلام معنا خاصة مع الكثير من السياسات التي ننتهجها الآن ومن أبرزها فتح باب الحوار مع الولايات المتحدة ومحاولة بدء صفحة جديدة من العلاقات معها؟
صحيح أن هذه الأسئلة تبدو ساذجة في ظل العقيدة السياسية المتشددة التي يؤمن بها الإسلاميون، إلا أن التغيرات السياسية الحاصلة في مصر الآن، وبروز الإخوان كقوة إسلامية لها ثقلها السياسي وتعمل في أجواء «حرة» يفتحان الباب أمام مناقشة هذه الأسئلة خاصة مع تصاعد احتمالات تولي الإخوان الحكم في المرحلة المقبلة في ظل وجود مرشح منهم للرئاسة بالإضافة إلى وجود أكثر من مرشح للبرلمان بينهم الآن على الساحة السياسية، وهو ما سيضعهم أمام معضلة التعامل مع إسرائيل حالة توليهم الحكم على أي مستوى بمصر.