اخر الاخبار

السلام «المغشوش»!

177
لا شك أن إسرائيل أكبر الخاسرين من الثورة المصرية العظيمة. وأن قادتها المتطرفين، وعلى رأسهم نتنياهو، أكبر المتضررين من سقوط مبارك.. فقد كان الرئيس المخلوع فى خدمة إسرائيل.. كان يحافظ على الكيان الصهيونى.. ويعتبر أى حاكم فى إسرائيل، حتى ولو كانت يده ملطخة بالدماء، صديقه. فقد كان نتنياهو صديقه.. وشيمون بيريز صديقه.. والجزار شارون صديقه، ويثق به، وتسيبى ليفنى التى أعلنت الحرب على غزة بعد لقائه فى القاهرة، صديقته.. وكان صديقه الأكبر بنيامين بن إليعاذر الذى قتل الأسرى المصريين.. وظلت علاقة الصداقة قائمة حتى آخر يوم قبل خلعه.. حتى إن الأخير أعلن أنه عرض عليه ملاذا آمنا.. فقد كان منفذا لسياسات إسرائيل.. وضاغطا على الفلسطينيين. فهو الذى أغلق معبر رفح أمام الفلسطينيين وفرض حصارا جائرا عليهم.. وكان متواطئا فى حرب إسرائيل على غزة، على الرغم مما كان يدعيه دائما من أنه يدعو إلى الحوار بين الطرفين.. وهو الذى منح إسرائيل الغاز كى تمون به آلتها العسكرية للاعتداء على العرب والفلسطينيين ويتعهد بإمدادها بذلك عبر بروتوكول مضاف إلى اتفاقية السلام وبشكل س
رى لا يعلم أحد عنه شيئا.. وبثمن بخس.. ويحصل هو وأفراد عصابته المقربون على عمولات ورشاوى.. ناهيك بالرشاوى السياسية التى كانت تبيعها إسرائيل له، مؤكدة أنها تحافظ عليه وعلى استمرار وجوده فى السلطة ورفع يد ضغط الغرب عنه. ومنحهم الشىء الأهم وهو الاستقرار عبر سنوات حكمه الثلاثين. وإسرائيل كيان غير مستقر من الأساس، مغتصب للأراضى العربية.. ويستقر على الحرب والعدوان..
من هنا كان هذا الكيان الصهيونى هو المستفيد من عملية ما سموها بـ«السلام» التى كانت لها الغلبة، واستطاعت بها شق الصف العربى واستبعاد دور مصر الإقليمى. .. وللأسف الشديد بدأت فى السنوات الأخيرة حملة دعائية غريبة من آلة إعلام النظام المخلوع بشعار «مصر أولا» لتنسلخ مصر بدورها وتأثيرها للتقوقع داخل إطار محدود يمنح مبارك مزيدا من التحكم والتسلط والعمل بشكل تنظيمى على مشروع التوريث.. وقد شارك فى ذلك عدد من الإعلاميين الذين لا يزالون يعملون حتى الآن وتحولوا بكل وقاحة إلى شن هجوم حاد على الرئيس المخلوع ورجال عصابته.. وهم الذين كانوا يفتخرون بالتقرب إلى أفراد هذه العصابة… وقد ورث مبارك اتفاقية السلام.. بعد أن ورث الحكم الذى لم يكن يحلم به ولم يكن الأجدر به.. فقد كان الرجل كل ما يتمناه أن يكون رئيسا لمؤسسة «مصر للطيران».. وإن أشاع بعد ذلك أنه كان يريد أن يكون سفيرا فى لندن بعد أن ينتهى من خدمته كقائد للقوات الجوية، ليختاره السادات نائبا، فيرث الحكم.. ويتمسك بالكرسى ويلتصق به لمدة 30 عاما ليصبح موظفا بدرجة رئيس جمهورية.. فكان على استعداد لفعل أى شىء مقابل أن يظل فى الحكم، ما دام القلب ينبض، وحتى آخر نفس.. وهنا استغل هذا الاتفاق مع إسرائيل.. واستغلته إسرائيل.. ويقدم نفسه سمسارا لحل القضية الفلسطينية والضغط على الفلسطينيين لوقف أعمال المقاومة ضد الكيان الغاصب، فى مقابل الحفاظ على بقائه فى السلطة (هذا ما كان يتخيله)، ومساعدته فى توريث ابنه الحكم من بعده.. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى سفن مبارك وإسرائيل، وخرج الشعب ثائرا على سياسات مبارك، الذى جعل مصر مرتعا للفساد والإفساد والاستبداد.. ناهيك بتقزيمها.. ولم يعد -على يديه- لها أى دور فى المنطقة، على الرغم من إمكانياتها البشرية والجغرافية والتاريخية.. فكانت الثورة.. تلك الثورة العظيمة التى تعد أعظم الثورات الشعبية، والكرامة فى التاريخ..وتأثرت المنطقة كلها بتلك الثورة العظيمة، فخرجت الشعوب العربية لتبين معدن مقاومتها ضد الاستبداد والطغيان فى ليبيا واليمن وسوريا، ليهتز الكيان الصهيونى.. وتصل الثورة إلى الكيان نفسه، فيخرج مئات الآلاف ضد سياسات المتطرف بنيامين نتنياهو.. ويرفعون شعارات الثورة المصرية ويطالبون بإسقاط نتنياهو.. ليجد نتنياهو المتطرف فرصة العملية الأخيرة فى إيلات لاستعادة قوته والخروج من أزمته، ولا يستبعد أن يكون متواطئا فى تلك العملية، وزاد الرجل ليقتل جنودا وضباطا مصريين على الحدود. وهذا الفعل الجبان والإجرامى الذى كان يمكن أن يمر فى عهد مبارك -وقد حدث بالفعل- دون أن يجرؤ أحد حتى على الشجب أو الاستنكار، اللذين كان لا يملك غيرهما.. لا يمكن السكوت عنه الآن.
.. فآن الأوان على هذا الكيان الصهيونى أن لا يعود إلى الاستقرار ما دام يحتل ويغتصب الأراضى العربية ولا يزال يعربد فى المنطقة. فالسلام بين مصر وإسرائيل هو سلام مغشوش وسلام العجزة.. .. فالشعب يريد سلام الأقوياء الشجعان.

0 تعليق على " السلام «المغشوش»! "

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسميات

افتكاسات حسنى مبارك صــــور فيديو اعتداء اسرائيل على سيناء 8 يوليو اسرائيل اليمن الشعر جلال عامر ثورة 23 يوليو د البرادعى سوريا حبيب العادلى اخبار وائل قنديل ليبيا ابراهيم عيسى وزير التموين مقالات تخص الثورة علاء الاسوانى توفيق عكاشة محاكمة المخلوع مبارك يسرى فودة عبد الحليم قنديل السيسى فهمى هويدى مقالاتى حسين سالم غزة رابعة القموس السياسى ملف ثروات مصر احمد موسى الاسعار بلال فضل الفقر فؤاد حداد كامب ديفيد الابنودى تونس جمال مبارك كاريكاتير هوان العرب الدعم فساد احمد منصور فساد التموين فيديو الثورة كتب مليطة ابراهيم كامل شهداء الثورة وزير الاوقاف البرادعى الكهرباء تطبيع تيران و صنافير حلب صابر الرباعى عمرو عز - شاهد على الثورة قناة العربية مصطفى بكرى نصوص التحقيقات وجوه مضيئة للثورة ياسر رزق ابراهيم سليمان تامر امين خذلان العرب داليا زيادة سامح شكرى صحف اسرائيل صفوت حجازى علاء مبارك محمد الغيطى محمد نجيب ملف وزير الكهرباء ovemic اخبار اليمن الغلاء الفساد المترو انقلاب تركيا باسم يوسف برلمان 2015 بسنت فهمى بيت المقدس تدخل روسيا تركيا حازم الببلاوى دندراوى روبرت فيسك صفوت حجازي - شاهد على الثورة عبد العال فرنسا ليبرمان مأمون فندي محمد الجوادى مدحت العدل مرتضى منصور مصطفى الفقى مصطفى حجازى معتز عبد الفتاح مفيد فوزى مواطنون شرفاء وائل الابراشى يوسف زيدان ciohi أكرم القصاص ابو الغيط احمد الفضالى اسامة كمال استشهاد جنود اسعاد يونس اسعار اسماء البلتاجى الامارات البشير الدولار الزند السعودية الشرطة الشوبكى الشيخ محمد حسان الشيخ ميزو الصحة العريش القضاء القيمة المضافة الكهربا المصرى اليوم المفتى الهام شاهين انجى انور انس الفقى جمال بخيت حازم عبدالعظيم حسين فهمى حقوق انسان حمدين صباحى خالد محى الدين خالد يوسف داليا البحيرى دعم دينا رامز رانيا بدوى رفعت السعيد ريم البارودى ريهام السهلى زكريا عزمى سد اثيوبيا سعد الدين الهلالى سيد القمنى شوبير صحافة اسرائيل صور طبيعة صور مفتكسة عصام حجى عمر سليمان غلاء فلسطين فيديو : ابو حفيظة قناة الجزيرة لميس جابر مارجريت عازر ماسبيرو مايا دياب مجدى طنطاوى محلب محمد امين محمد عبد الرحمن مريد البرغوثى مصر للطيران مصطفى النحاس مظهر شاهين معصوم مرزوق مميز موجز ام الانباء موقعة الجمل نبيلة مكرم نهاوند سرى نوارة نجم نور المالكى هشام جنينة هيثم محمدين هيفاء وهبى وزير الخارجية وزير المالية

أرشيف المدونة الإلكترونية

افتكاسات الثورة كوميس افلام اقتصاد شعر الثورة احداث اسعار 2016 صور مصر قديم البومات
Are you Awesome? Legend has it that Awesome people can and will share this post!
السلام «المغشوش»!