اخر الاخبار

إبراهيم عيسى : وقفة مع الصديق قبل المواجهة مع العدو

178
لا نريد ولا نتمنى ويجب أن لا نسعى إطلاقا إلى حرب مع إسرائيل.
بل وأكثر من ذلك ليس من مصلحة مصر الآن تصعيد أى توتر مع تل أبيب.
هذا ليس انهزاما ولا خوفا ولا تفريطا، بل هذا عين العقل وكبد الحقيقة، فلا المجتمع المصرى ولا حكومته ولا مجلسه العسكرى مستعدون الآن لتوتر يأخذنا إلى أبعد مما نقدر ومما نتحمل، فما بالك بحرب. الذى يجب أن نفعله هو ما نملك أن نديره ونضبطه، أن نطرد السفير الإسرائيلى وهذا موقف سياسى مهم ومطلوب وشعبى ومنطقى ومقدور عليه، وكذلك أن نسحب سفيرنا فى تل أبيب، وهذا مما يدخل فى أضعف الإيمان، لكن ما نفعله بعد ذلك وفى أثنائه هو الهدوء والاحتواء بطريقة تحفظ كبرياء وكرامة مصر ودم شهدائنا العظام الذين استشهدوا بقذائف وقنابل إسرائيل بما فيه التصعيد بشكوى دولية والمطالبة بتعويضات واعتذار رسمى، نعرف أنه لن يحدث، لكن نتأكد أننا سنصمم عليه.
لكن كل هذا بدرجة من الوعى المنتبه إلى أن ثلاثين عاما من خدمة مبارك لإسرائيل أنتجت وطنا غير مؤهل للمواجهة فى الم
يدان ولا مجهز لمعركة سلاح أو حضارة وتنمية.
إذن الواجب أن نبنى قبل أى شىء مصر وطنا للديمقراطية والحرية والتنمية والتقدم والعدالة، ثم إن بلدا لا يزال غير قادر على ضبط عصابات تقطع الطرق وتسرق السيارات وأصحابها، ليس له أن يفكر الآن فى ما هو أبعد من الدبلوماسية الخشنة والسياسة الساخطة الصاخبة!
وليكن مفهوما لدينا أن مصر القوية العفية الديمقراطية ستكون قادرة على ردع إسرائيل برمية رمش وليس برمية صاروخ.
سنسمع طبعا من يردد أن أحداث سيناء والعدوان الإسرائيلى على ضباطنا وجنودنا تدعو لبقاء المجلس العسكرى فى الحكم لخطورة ما نتعرض له، والحقيقة أنه لنفس السبب يجب أن يعود الجيش لثكناته ويترك السياسة وإدارة البلاد، إن لم يكن فورا، فليكن بعد أسابيع.
أظن أن الوضع الأمنى والعسكرى المتدهور على حدودنا مع إسرائيل يستوجب على المجلس العسكرى أن يبكر بموعد انتخابات الرئاسة، ولتكن تالية مباشرة لانتخابات مجلس الشعب وقبل وضع الدستور، معتمدين على أن هناك إعلانا دستوريا يحدد صلاحيات الرئيس ومسؤولياته!
لماذا؟
أولا: لأن مواجهة ضغوط إسرائيل وأمريكا تتطلب سياسيين وليسوا عسكريين.
ثانيا: لأن الدمج الحاصل الآن بين الجيش والحكم يزيد الصعوبة جدا على مصر فى فرص المناورة والالتفاف، ويحد كذلك من قدراتها على الاحتواء والامتصاص للاستفزاز العسكرى الإسرائيلى، لن يلوم أحد جيشا على أنه لم يرد، حيث إنه لم يتلق قرارا وأمرا من الرئيس، بينما سيكون الوضع صعبا لو الجيش صار هو صاحب القرارين السياسى والعسكرى، أن لا ترد على صاروخ عدوك فهذا يجرح القائد العسكرى لكنه لا يؤثر -ربما- إطلاقا على الرئيس السياسى المنتخب!
ثالثا: إذا كانت الحرب أخطر من أن نتركها للجنرالات فإن السياسة أكثر خطورة من أن نتركها للجنرالات، فالمجلس العسكرى لا يتمتع بشرعية ديمقراطية أمام الغرب وأمريكا مما يجعله تحت طائلة تلقى الضغوط، بينما وجود حكم مدنى يحول دون مزيد من الضغوط، كما أن وجود رئيس وحكومة منتخبة أكثر حصانة ومناعة فى مقاومة ضغوط الداخل والخارج من مجلس عسكرى غير منتخب بالقطع.
يبقى هنا سؤال الساعة الذى يضرب مطارق فى رأس الداخل والخارج وهو: ما الذى سيحدث فى سيناء لو نجح التيار الإسلامى فى الفوز بالأغلبية فى الانتخابات المقبلة (وهو حقه المشروع الذى لا يفاصل فيه أحد) والمجتمع الدولى يسأل -وهذا طبيعى- ماذا لو فازت حماس المصرية بجانب حماس الفلسطينية، أظن -إذن- أن على رموز ومؤسسات وأحزاب التيار الإسلامى أن تخرج غدا لتقول للمجتمع الدولى -وربما المحلى- ما مدى التزامها بتعهدات واتفاقات مصر، خصوصا أن هذا التيار لو فاز فعلا فلا يملك فجأة شروط المواجهة وقواعدها، أو أى محاولة بغير استعداد لاستفزاز أو استعداء إسرائيل لحرب (ربما تجهزها إسرائيل فعلا حال تغيير جذرى فى صناعة القرار فى مصر). من حق الإسلاميين أن يحكموا متى جاؤوا بانتخابات ديمقراطية نزيهة، لكن من حق مجتمعهم عليهم أن يكشفوا له عن خططهم حتى ينتخبهم وهو مطمئن أو موافق أو مشجع لما يخططون له حربا أو سلاما!
خصوصا أن أطيافا محسوبة على التيار الإسلامى تلك التى رفعت صور بن لادن فى ميدان التحرير، وتلك المسلحة والإرهابية التى لم تتورع عن ضرب أقسام شرطة ومقرات رسمية فى سيناء، وتلك التى لا تتمتع بالذكاء الواجب، أدخلت مصر فى صراع متعجل مبكر مع إسرئيل بتنفيذ عمليات تترك مصر بعدها مضغوطة ومسؤولة ومتعرضة للابتزاز!
المؤكد أننا سنهزم إسرائيل بسلاح باتر قاطع، وهو سلاح الديمقراطية وحتى نمتلك هذا السلاح لا يجب إطلاقا أن نرفع أى سلاح آخر!!

0 تعليق على " إبراهيم عيسى : وقفة مع الصديق قبل المواجهة مع العدو "

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

التسميات

افتكاسات حسنى مبارك صــــور فيديو اعتداء اسرائيل على سيناء 8 يوليو اسرائيل اليمن الشعر جلال عامر ثورة 23 يوليو د البرادعى سوريا حبيب العادلى اخبار وائل قنديل ليبيا ابراهيم عيسى وزير التموين مقالات تخص الثورة علاء الاسوانى توفيق عكاشة محاكمة المخلوع مبارك يسرى فودة عبد الحليم قنديل السيسى فهمى هويدى مقالاتى حسين سالم غزة رابعة القموس السياسى ملف ثروات مصر احمد موسى الاسعار بلال فضل الفقر فؤاد حداد كامب ديفيد الابنودى تونس جمال مبارك كاريكاتير هوان العرب الدعم فساد احمد منصور فساد التموين فيديو الثورة كتب مليطة ابراهيم كامل شهداء الثورة وزير الاوقاف البرادعى الكهرباء تطبيع تيران و صنافير حلب صابر الرباعى عمرو عز - شاهد على الثورة قناة العربية مصطفى بكرى نصوص التحقيقات وجوه مضيئة للثورة ياسر رزق ابراهيم سليمان تامر امين خذلان العرب داليا زيادة سامح شكرى صحف اسرائيل صفوت حجازى علاء مبارك محمد الغيطى محمد نجيب ملف وزير الكهرباء ovemic اخبار اليمن الغلاء الفساد المترو انقلاب تركيا باسم يوسف برلمان 2015 بسنت فهمى بيت المقدس تدخل روسيا تركيا حازم الببلاوى دندراوى روبرت فيسك صفوت حجازي - شاهد على الثورة عبد العال فرنسا ليبرمان مأمون فندي محمد الجوادى مدحت العدل مرتضى منصور مصطفى الفقى مصطفى حجازى معتز عبد الفتاح مفيد فوزى مواطنون شرفاء وائل الابراشى يوسف زيدان ciohi أكرم القصاص ابو الغيط احمد الفضالى اسامة كمال استشهاد جنود اسعاد يونس اسعار اسماء البلتاجى الامارات البشير الدولار الزند السعودية الشرطة الشوبكى الشيخ محمد حسان الشيخ ميزو الصحة العريش القضاء القيمة المضافة الكهربا المصرى اليوم المفتى الهام شاهين انجى انور انس الفقى جمال بخيت حازم عبدالعظيم حسين فهمى حقوق انسان حمدين صباحى خالد محى الدين خالد يوسف داليا البحيرى دعم دينا رامز رانيا بدوى رفعت السعيد ريم البارودى ريهام السهلى زكريا عزمى سد اثيوبيا سعد الدين الهلالى سيد القمنى شوبير صحافة اسرائيل صور طبيعة صور مفتكسة عصام حجى عمر سليمان غلاء فلسطين فيديو : ابو حفيظة قناة الجزيرة لميس جابر مارجريت عازر ماسبيرو مايا دياب مجدى طنطاوى محلب محمد امين محمد عبد الرحمن مريد البرغوثى مصر للطيران مصطفى النحاس مظهر شاهين معصوم مرزوق مميز موجز ام الانباء موقعة الجمل نبيلة مكرم نهاوند سرى نوارة نجم نور المالكى هشام جنينة هيثم محمدين هيفاء وهبى وزير الخارجية وزير المالية

أرشيف المدونة الإلكترونية

افتكاسات الثورة كوميس افلام اقتصاد شعر الثورة احداث اسعار 2016 صور مصر قديم البومات
Are you Awesome? Legend has it that Awesome people can and will share this post!
إبراهيم عيسى : وقفة مع الصديق قبل المواجهة مع العدو