أيمن نور: شرف فقد شرعيته

«لو أنا رئيس جمهورية عندما وقع الاعتداء الإسرائيلي في سيناء ، كنت عملت ثلاثة أشياء ، هقول لإسرائيل أنها على خطأ ، اتخذ الإجراءات الدولية ، هبدأ في المشروع القومي لتعمير سيناء الذي أدرجه ضمن برنامجي الانتخابي ، والذي وضع في مصر عام 1994 لكنه لم يفعل بسبب الضغوط على النظام السابق، ما حدث في سيناء هو فرصة ذهبية لكي نتخلص من فقرة 2 في اتفاقية كامب ديفيد التي تحدد عدد القوات في سيناء بـ 750 جندي، لأن الاتفاقية وقعت من 32 سنة وهناك متغيرات في الخريطة السكانية، لن ألغى كامب ديفيد  لكن كنت سأستغل الفرصة لمراجعتها عن طريق الطرق الدبلوماسية القانونية».
هكذا سيكون موقف الدكتور أيمن نور – مؤسس حزب الغد الجديد- في حالة كونه رئيس جمهورية مصر العربية في الفترة الحالية أو المستقبلية، كما أكد في الندوة التي نظمتها ساقية الدلتا – مساء أمس من أول السبت 20 أغسطس- بمدينة طنطا.
«رئيس الوزراء ضيف شرف وليس عصام شرف»، عبارة وصفية استخدمها نور في الندوة ليجسد بها موقف عص
ام شرف بعد تراجعه عن البيان الذي صدر بشأن أحداث سيناء ووصفه بالمسودة، نور يرى أن شرف إكتشف انه ليس رئيس وزراء ولكن موظف لدى المجلس العسكري يأتمر بأمره ويذيع بياناته، لذلك فهو فقد الشرعية التي منحها له ميدان التحرير، ويشير نور ساخرا إن الإنجاز الوحيد لحكومة شرف هو تغير التوقيت الصيفي ، موضحا أن مصر مازالت تحكم بنفس طريقة النظام السابق.
«رجعنا لمنطق خداع الناس واللعب بالأرقام» قالها نور قبل أن يفند تصريحات الحكومة، التي وعدت بتحقيق الحد الأدنى للأجور 1200 جنية شهريا بعد خمس سنوات، فوفقا للإحصائيات الحكومية – كما يرى نور – فأن نسبة التضخم تبلغ 9% وهو تقدير غير صحيح بل إن النسبة الحقيقة تصل إلى 25%، نور يفترض أنها لو 10% فأنها ستكون 50% بعد خمس سنوات، أي أن مبلغ الـ 1200 جنية سيكون قيمته الشرائية الحقيقية 600 جنية فقط.
هناك خلال في هيكل الأجور ، الحد الأدنى للأجور لن يتحقق إلا بتحديد الحد الأقصى للأجر بـ 30 ألف جنية ، فأقل مدير أمن يتقاضى مليون جنية شهريا ، كما أن هناك خلل في الهيكل الضريبي، 180 مليار جنية ضرائب في مصر، تسدد الشركات الصغيرة 76% منها، والنسبة الباقية 24% على عاتق كبرى الشركات، وهو ما لا يحدث في أي دولة في العالم، مستشفيات المغربي أخدت إعفاء من ضريبة الدخل العام حتى عام 2016، قضايا إقتصادية أشار إليها نور في الندوة مع طرح الحلول التي يتضمنها برنامجه الانتخابي.
نور يرى أن إصلاح الإقتصاد المصري يبدأ من إصلاح الموازنة العامة التي تبلغ 310 مليار جنية، والتي لا تتعدى أن تكون ميزانية شركة أدوية في أمريكا أو سيارات في اليابان، موضحا أن 40 مليار منها يتم تخصيصها لرئاسة الجمهورية وهدايا واحتفالات، و30% منها يتم إحراقها لتصفير الميزانية قبل مناقشتها بثلاثة شهور، وشدد نور على ضرورة إتباع نموذج القيمة المضافة بإعادة تصنيع المواد الخام بدل من تصديرها واستيرادها مرة أخرى مصنعة بأضعاف قيمتها، بالإضافة إلى حصر أصول الدولة، والسجل العيني للأراضي الزراعية، وتطبيق قانون العلامة العشرية بتقريب أرقام الفواتير إلى أعداد صحيحة والذي سيوفر 55 مليار جنية في الموازنة.
أكد نور أن حزب الغد القديم خرج من روح الشعب، والجديد ولد من رحم الثورة، موضحا أن أمريكا لم تكن في حاجة إلى عملاء لأنها كانت تحجز مصر من مبارك ونظامه لمدة 100 سنة قادمة، وما تردد عن علاقته بأمريكا كان جزء من حملة للتشهير بت وتشويه صورته من قبل نظام مبارك.