إحنا آسفين يا تامر! ( ياحسنى )..

عندما يلقى الملاكم بالقفاز فى الحلبة قبل انتهاء الجولة فإن هذه هى علامة الانسحاب والاعتراف بالهزيمة، أما عندما يلقى المدرب الفوطة على اللاعب فإنه يجبره فى هذه الحالة على الانسحاب.. تامر حسنى قرر أن يلقى القفاز ويعتزل قبل أن تلقى عليه الفوطة!
هل صدقتم الخبر الذى أعلنه تامر بالانسحاب؟ أنا مثلكم أيضا لم أصدق. يبدو إنها بالونة اختبار للمشاعر بين المطرب وجمهوره، فهو يختار لحظة فارقة لأنه على الشاشة الصغيرة فى مسلسل «آدم» يؤدى دور مناضل وطنى يضحى بالنفس والنفيس من أجل الآخرين بينما على شاشة الحياة هو من أشهر المتحولين الذين هتفوا لمبارك، وبعد سقوطه هتف للثورة والثوار، ودائما ما تلاحقه الواقعة الشهيرة عندما حاول الانضمام إلى الثوار فطردوه من ميدان التحرير.. مسلسل «آدم» هو معركته الثانية للعودة إلى الناس بعد أن خسر معركته الأولى فأصدر شريط «اللى جاى أحلى» فلم يشتر الناس الشريط وانتظروا اللى جاى، وجاء اللى جاى «آدم» الذى وضع فيه الكاتب أحمد أبو زيد كل التحابيش التى يحرص عليها تامر.. علاقة بين مسلم ومسيحية، هارب يعيش متخفيا فى بيت الأسرة المسيحية، ضابط أمن دولة شرير خصوصا أن هذا يتوافق مع التوجهات الثورية، شال فلسطينى يرتديه ليمنح الشخصية بعدا نضاليا
عربيا… المفروض أننا فى الأعمال الفنية نتعامل مع الدراما لا الشخص، هذا هو ما ينبغى أن يكون، إلا أنك مع تامر لا تستطيع أن تفصل الحقيقة عن الخيال ولا تامر عن آدم حيث تصبح الدراما لعبة فى محاولة لتبييض وجه البطل أو اكتساب لون ثورى لزوم الموضة الآن.. يبدو أن تامر عندما لاحظ أن المسلسل لم يحظ بكثافة المشاهدة التى راهن عليها قبل رمضان قرر أن ينتقل إلى الخطة رقم اثنين وهى مداعبة مشاعر الناس بأن يلقى إليهم بورقة الاعتزال!
عدد كبير من المطربين أعلنوا فى مراحل من حياتهم الفنية الاعتزال، أشهرهم أم كلثوم عندما تعرضت لحملة ظالمة تمس سمعتها فى بداية المشوار.. الموسيقار محمد عبد الوهاب حدث له فى بداية عمره الفنى احتباس فى الصوت فقرر الاعتزال.. عديد من نجوم الطرب عاشوا تلك اللحظات، وتعددت الأسباب والاعتزال واحد.. هانى شاكر، إيهاب توفيق، محمد الحلو، إيمان البحر درويش، ومؤخرا لم يكتف محمد فؤاد بإعلان الاعتزال بل قرر الانتحار لو لم يعدل حسنى مبارك عن قرار تنحيه عن الحكم، وبالمناسبة لو تراجع الثوار قبل خلع مبارك لاستطاع النظام أن يمتلك القوة ويحشد الملايين تطالبه بالعودة رئيسا وبابنه وريثا، ولا أستبعد فى هذه الحالة أن نجد فؤاد وتامر يتقدمان الصفوف، فؤاد يهدد بالانتحار، وتامر بالاعتزال، مرددين نشيد «إحنا آسفين يا ريس»!
ما سبب اعتزال تامر؟ إنه نوع من جس النبض بينه وبين جمهوره، وينتظر بعدها أن يرى الزحف الجماهيرى بالملايين يتقدمون إلى مقر إقامته يطالبونه بالعدول عن قراره قائلين «إحنا من غيرك ولا حاجة.. وناقصنا كام مليون حاجة».. لتصبح عودته فى هذه الحالة بناء على طلب الجماهير الذين ينتظرهم أن يقولوا له «إحنا آسفين يا تامر»!
إنه يتلاعب بالجمهور متناسيا أن الناس بعد الثورة صارت تجيد اللعب مع النجوم الذين خذلوهم فى أثناء الثورة.. ولهذا لا أستبعد أن تزحف إليه بالفعل الملايين وهى ترفع يافطة مكتوبا عليها «اعتزل بقه إيدى وجعتنى»!.